والإشارة برأسه مع قوله, لقبل قذفه, أو عرض بقذفه وهزائه بقوله "فاضل." وأبدًا دلائل الأفعال صالحة لإزالة إشكال الأقوال؛ ولا تصلح الأقوال كاشفًة لتردد من الأفعال.
وأما قولك "لا يعم, ولا يتعدى" فكيف لا والقول لا يبقى بعد قائله, بل ينعدم عقيب وجوده, والسهم الصادر عن اعتماده يقطع الفضاء مارا إلى المرمى بقتله بعد موت الرامي؟ قال: وأما قولك: لعلهما أسلما واستتبع تسمية اليهود, أي "كانا," لا يصح؛ لأنهما لو كانا, احتاج إلى موافقتهم بالتوراة مع تصديقهما له بالإسلام؛ وأي حكم للتوراة عليهما بعد الإسلام؟
٥٣٤ - قال أبو نواس في ليلة مات فيها ولد للمأمون ورزق ولدا فيها:
تعز أبا العباس عن خير هالك ... بأكرم حي كان إذ هو كائن
حوادث أيام تدور صروفها ... لهن مساو مرة ومحاسن
وفي الحي بالميت الذي غيب الثرى ... فلا أنت مغبون ولا الموت ولا الموت غابن
٥٣٥ - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أبالي على أي حال أصحبت: على ما أحب, أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخير فيما أحب وفيما أكره.