المال، وقد عرفت ما في تركها من الوبال. وإلا فانصف وعين لي عملًا من أعمالك تتوسل به إلى الباري عند ضرورتك واختلال أحوالك. عين لي عملًا يصلح أن يكون مقطع الأجل ورأس الرزمة في العمل. وانتقده نقدًا يصلح لرؤية الحق، بلا تفريط فيه ولا خلل. فإن رأيت ذلك ووجدت، وإلا فابك على نفسك من إفلاسك من معنى اسم تسميت به عمرك ودهرك لما تحققت الحقيقة، ما أنسبك منه صحة تصلح لمطالعة الخليقة. قد أنست إلى الاعتذار بالرجاء والإرجاء والشفاعة ممن أطاع فيمن عصى.
ترى ثبت ذاك عندك بقولي وقول رسولي، والوعيد ممن جاء، ومن القائل له، ومن المتواعد به؟ وإن أبهجك وعدي، فهلا أزعك وعيدي؟ وإن كان وعدي يطمع، فما بال وعيدي لا يوجع؟ عن أي الأنبياء سمعت، أو الأولياء، أنه أسقط حكم الوعيد، حتى ظهر عليه الاعتماد على الرجاء والشفاعة؟ أما رأيتهم يحذرون، وهم أحذر، ويفزعون، وهم من الله أفزع؟ ما أفزعني من طمأنينتك أن تكون خدعة من الشيطان! إما لنفي وجحود، أو اغترار بالمعبود.
٤٦٦ - فصل
ما أجودك من معلم غير متعلم! وما أجودك من مؤدب، لكن لا يتأدب! تعلم الكلاب، مع نهمتها وتكلبها على الصيود وفرط حاجتها،