للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاتك الوحي في جواب كلماتك وتصرفاتك، فلا تفوتك موازنة ما تقول وتفعل بما نزل في مثله العتبى أو العقوبة. فإذا وازنت علمت أن لك عند الله جوابًا لم يفتك منه إلا تعجيله، وأنه مؤجل لك إلى وقت يسوءك الموافقة فضلاً عن المقابلة.

ولو أنصفت نفسك اليوم، لكان في حوادث الأيام من دلائل القدرة ومتقنات الحكمة ما يكون لك جوابًا ولشبهتك مزيلاً. فإذا خطر على قلبك أو جرى في قولك {أنى يحي} كانت سحائب السماء بوابلها ألسنا ناطقة بالتهجين لك، حيث حيا بها عشب الأرض ونباتها وزهرها، حتى عادت عيونًا محدقة وذواتًا محققة تشهد لصانعها بالقدرة، ولمحكمها ومتقنها بالحكمة.

وما أغناك عن التدبر بسواك! يكفيك ما أحيا منك وأمات فيك من أعضاء وصفات وقوى وأخلاق. تمسي على صفة فتصبح بغيرها؛ وتصبح بخلق فتمسي وقد عدمته. ذاك الذي أمات الأشخاص، وفرق الأجزاء، وأعدم الصفات. وهو المعيد لما أمات، والمفيد لما أفات.

٢٨١ - تذاكرنا في بعض مجالس المذاكرات والمقابسات من أين يجيء تنافر

<<  <  ج: ص:  >  >>