وأدل عليه بأن العرامة تشرد مع قوة. والقوي تشتد مقاواته ومعه عدم خبرة. والهرم إن صعبت رياضته فغايته لاستمرار العادة. ولكن يقابل ذلك ضعف قوته, وسلالة استجابته, لضعفه عن المقاواة, وقوة خبرته وتجربته المعينة له على القبول والاستجابة للحق.
٥١٣ - في قوله تعالى:(يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) مما يعطي قبول شفاعته في عصاة أمته؛ لأن رد السؤال خزي عند العرب.
٥١٤ - قال الشيخ أبو الحسين في مسألة عود الاستثناء إلى ما تقدمه من الجمل, أو الجملة الأخيرة: لا يجوز أن يطلق الجواب فيها بأنه يعود إلى الجملة الأخيرة؛ بل يحتاج المجيب إلى تفصيل. وهو إن كانت الجملة الأخيرة غير مفصولة عن الجمل التي قبلها رجع الاستثناء إليها. مثل قوله:(فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون). فأما إذا قال "أكرم بني تميم, وزود بني هاشم, وأصحاب أبي حنيفة فقهاء إلا الأعاجم, "إلا الطوال," فإنه هاهنا لا يعود الاستثناء إلا إلى الجملة الأخيرة, لأنها انقطعت عن الجملتين