ولا يكون عبثا؛ لأنه لا يخلو من حكمة، إنما في الفعل، أو مصلحة للمكلفين. هذا بمثابة خلقه للسماء بغير عمد بحسب القدرة، ودحو الأرض بأوتاد هي الجبال بيان الحكمة. ولهذا قال:{أن تميد بكم}؛ وقد قال:{يمسك السماوات والأرض أن تزولا}.
٣٠٠ - شبهة
قال بعض الخلعاء يوما معترضا بحضرة قوم خلعاء: قادر على نفعي، لم يؤخره ولا يضره أن ينفعني؟
قلت- وبالله التوفيق: إن كانت قدرته سح متأتية، فحكمته مطلقة. فلم تعترض عليه وأنت مقيد بالجهل بمصالحك؟ ثم إن كانت المنافع لا تضره، فقد كانت مضرة بك إذا عجلت. ومصلحتك حالك التي أنت عليها. وقد رأيت أحوال أقوام عجلت لهم منافعهم كيف تسلطوا وانبسطوا.
٣٠١ - قال حنبلي متكلم محقق يوما: إنما اشتد جحد الناس أو تأكدت شبهتهم في البعث لمحبتهم لنفوسهم وحب الحياة. وكل ضنين بشيء، إذا خرج عن يده، لا تخوفا من الفقد، وتمسكا من النفس، واستعجالا للرد. هذا إذا كان الأخذ نقلا مع السلامة. ألا ترى الشقيق الأول كيف قال في حق المحبوب، وهو مع الإخوة بني الأب: {وأخاف أن يأكله