الصنائع، ويحتمي بقول الأطباء، ويتوقف عن الإقدام على ما يجهل مغبته بما يستفيده من آراء الألباء. فإذا سلك هذا المسلك السليم، انتقل به إلى ما هو أعلى وأوفى، وهو تأدية الشرائع الصادرة عن الخالق الصانع. فسلمت له العواقب، وبلغ بذلك الرغائب، وعلت طبقته. فسلم لله سح أفعاله فيه من جميع ما يتشاوش، كما انخرط في سلك أحكامه، استطرح بالتسليم والتفويض لمختلفات أقداره، ورضي بأقسامه، واعتمد في مطالبه على الدعاء، وتأدب في الدعاء بأن لا يطلب الإجابة بنفس ما طلب وعين ما سأل، بل يثق بالإجابة بحسب ما يصلحه، لا ما يصلح له، وحسب ما يرى له، لا بحسب ما يراه لنفسه، ويكون على يقين بأن المنع لعين ما سأل إجابة. فكم من منع هو عين العطاء! ويأخذ ذلك الأولاد مع المشفقين من الآباء والمتعلمين من المعلمين والمطبوبين. [ ... ]
٧٠٤ - [ ... ] بسيرتنا.)) فأنى، وكيف، وما الحجة، ومن النصير من الله في الاحتذاء بسيرة الظلمة الجورة الفسقة الخونة الذين أكلوا مال الله دولاً، وجعلوا عبيد الله خولاً؟ وإن قلتم ((أطيعوا أمرنا واقبلوا نصيحتنا، )) فكيف ينصح غيره من غش نفسه؟ أم كيف تجب الطاعة لمن لم تثبت عدالته ولا تجوز في الإسلام شهادته؟ وإن قلتم ((خذوا الحكمة حيث وجدتموها،