ذاك من الاغتصاب:((فقد أعطى هذا المتمرد ومنعني، وأشبعه ما أشبعني، ومتعه وما متعني، وأعطاه وحرمني)).
فيا سبحان الله ما أبخسكم لحقوق الله! وإلا فمعلوم أنه قد أمرك بالارتياد لتحصيل الرزق، وما حصلت. ونهى ذاك عن أخذ ما ليس بحق، فلم يصرف اللائمة إلى العاصي الطاغي، الخارج عن أمر الله، العاتي. وأنت تسمع ما ورد في القرآن من الوعيد لمن ارتكب ما ارتكب، واحتقب من الإثم ما احتقب. فلا صرفت اللوم إليه، لا عتبت في التشرد على الله عليه. عدت باللوم على الكريم الحكيم الناهي عن جميع ما ارتكب. فليتك لما ضاق بك الرزق، لمت نفسك في تقصيرك، حيث أقدرك وما تسكعت، وقواك وما تصرفت، ولمت ذلك الظالم على قبيح ما ارتكب. فأما أن تصرف الذم إلى الله تع، فما أطلق ألسنتكم بالذم لأفعاله والاعتراض على أفعاله! أعاذنا الله من الاعتراض على مقاديره!
٤٤٩ - استدل شافعي فاضل في مسألة القيم في الزكوات بدليل اختاره الشيخ الإمام أبو سعد المتولي- حفظه الله- وهو أن الإجماع منا حاصل على أن قيمة الأضاحي لا تقع موقع الأضاحي. ولابد من معنى لأجله وقفنا على نفس ما نص عليه الشرع من بهيمة الأنعام. وليس ذلك المعنى إلا أن الله سح لا يأمر إلا بما فيه حكم. فنحن إذا اتبعنا ما أمر به، علمنا موافقة مراده والمصلحة فيما أمر به. وكما أن له في أعيان الأموال إرادة وحكمة، ولنا فيه مصلحة