الموتى؛ إذا أصبحت، فلا تحدث نفسك بالمساء؛ وإذا أمسيت، فلا تحدث نفسك بالصباح.
وهذا قول عارف بأن التسويف يؤخر الأعمال ببسط الآمال. ومن قصر أمله رأى قلة البضاعة وصيانة العيش الساعة التي هو فيها؛ فجود العمل، خوفًا أن يكون ذاك القدر هو المقطع. وليس هذا عندي مجتمعًا بالأعمار، بل الأموال. كذلك يجب أن يكون إحسانك من المال الحاضر بحسبه وإن قل، ولا تتسوف بكثرة المال في الثاني. والعاقل من لم يحضره قليل الرزق إلا وشكر الله بحسبه. فتعجيل القليل، مع حضور الوقت والمهلة، خير من التمادي والتأخير انتظارًا لكثيره. وليس تأثير الأعمال بالكثرة، بل بالخصلوص. ولهذا جرى في مدح القرآن على ذلك الخبز الشعير:{ويطعمون الطعام على حبه}. فإذا سمع العاقل هذه المدحة على تلك الأمراض، اغتنم الشكر بحسب الحاضر من الحال، ولم يتسوف بالآمال.
٤٧٨ - قال شافعي في مسألة بنت الزنا: الزنا عدوان محض؛ والحرمة كرامة، فلا تتعلق على عدوان محض. ولأن سائر أحكام العضية لا تتعلق به، فلا تتعلق الحرمة، لأنهاحكم من الأحكام.
قال حنبلي: جتنب الأم أيضًا. تعلق الحكم المذكورة والأحكام كلها، وهو عدوان محض، على أن الوطء من حيث إنه حراثة ليس بعدوان، من حيث إنه زنا عدوان. فتعلق الحرمة والكراهة على جهة الحراثة على أن