دون الخارج الذي لا نتحققه. لكن جعلنا تعليق النقض على النوم لغالب وجود علة النقض من طريق المعنى، وهو الخارج.
قال: وكذلك الاستبراء، علته المعنوية هي كون الماء في الرحم بوطء السيد الأول، لا حدوث الملك. لكنا لما لم يمكن أن نقف على شغل الرحم، جعلنا حدوث الملك علة لإيجاب الاستبراء للرحم، كيلا تختلط المياه. فصار الملك علة حكماً، لا معنىً، وشغل الرحم علة معنىً.
٢٤٥ - فصل
إذا كانت المذاهب تنتصر بوصلة هي الدولة والكثرة، أو حشمة الإنعام، فلا عبرة بها. إنما المذهب ما نصره دليله؛ حتى إذا انكشف بوحدته ساذجاً من ناصر محتشم ومال مبذول، كان طاهراً بصورته في الصحة والسلامة من الدخل والاعتراضات؛ كالجوهر الذي لا يحتاج إلى صقالة وتزويق، والحسن الذي لا يحتاج إلى تحسين. ونعوذ بالله من مذهب لا ينتصر إلا بوصلة. فذاك الذي إذا زال ناصره أفلس الذاهب إليه من الانتصار بدليل، أو وضوح تعليل. والدين من خلص الدلالة من الدولة، والصحة من النصرة بالرجال، وقلما يعول في دينه على الرجال.