إبراهيم على قومه} تمرسا وقضية عند الاستقراء والنظر والاستدلال:{فلما جن عليه اليل رأى كوكبًا قال هذا ربي} إلى قوله {فلما أفل قال لا أحب الآفلين}. وكرر ذلك في الطوالع كلها، وعقب أفولها بإخراجها عن القدم بأفولها وانتقالها. فدلت هذه الآيات على أن ما ذكره من المجئ الذي أضافه إليه ليس بنقلة ولا حركة. وأزال الشبهة في نفي التجوير بقوله:{ولا تزر وازرة وزر أخرى}، {وما الله يريد ظلمًا للعباد}، و {من يعمل سوءًا يجز به}، {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها}. فإذا لقى استجانه من مؤاخذة الجاني بزيادة على فعله، يخبر عن نفسه بأنه يأخذ الجاني بجناية غيره. وإذا أخبر بالتبري من خيار رسله بعبادة المسلات من خلقه، يخبر عن نفسه بالنقلة. فلا مخلص إلا بدفع المشتبه بالنص الذي لا اشتباه فيه، وبالتأويل الذي تحتمله اللغة، وصرفه عن ظاهره الذي لا يليق بالقديم، إلى ما يجوز عليه، أو إضافته إلى بعض ملائكته ورسله. فيكون مجيئه من الجبال والبقاع مجيء رسله وكتبه. وهذا سائغ في اللغة بلا خفاء:((ينزل الأمير ببلد كذا)) إذا نزل عسكره وأجناده. وكذلك ((جاء)) ((وسار)) و ((ترك)). وكذلك المصارعة إما لملك، أو لمكافحة، بلا به بصره، فغلب صبره البلاء، فسماه صارعًا وآسرًا. -والله أعلم.
٦٨٢ - استدل حنبلي يحقق في مسألة مطلق الخطاب لا تدخل فيه النساء،