٩٠ - ذكر الشيخ أبو بكر الخطيب رضه في تاريخه في ترجمة محمد أن [جمعت الرحلة بين] محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن هارون الروياني، بمصر. ولم ينكشف اجتماعهم لأحد. فأصر بهم الجوع. فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه. فاتفق رأيهم على أن يستهموا فيضربوا بالقرعة؛ فمن خرج اسمه سأل لأصحابه طعاماً. فخرجت القرعة على محمد بن إسحاق؛ فقال لأصحابه: أمهلوني حتى أصلي? صلاة الخير. قال: فاندفع في الصلاة. فإذا هي بالشموع، وخصي من قبل وإلى مصر، فدق الباب، ففتحوا الباب، فنزل عن دابته، فقال:((أيكم محمد بن نصر؟ )) فقيل: ((هذا.)) فأخرج إليه صرة فيها خمسون ديناراً، فدفعها إليه، ثم قال:((أيكم محمد بن جرير؟ )) فقالوا: ((هذا.)) فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً، فدفعها إليه، ثم قال:((أيكم محمد بن هارون؟ )) فقالوا: ((هذا.)) فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً، فدفعها إليه، ثم قال:((أيكم محمد بن إسحاق؟ )) فقالوا: ((هذا، يصلي.)) فلما فرغ، دفع إليه الصرة وفيها خمسون ديناراً. ثم قال:((إن الأمير كان نائماً بالأمس، فرأى في المنام خيالاً قال: ((إن المحامد طووا كشحهم جياعاً)) فأنفد إليكم هذه الصرار، وأقسم عليكم ((إذا نفدت فأبعثوا إلى أمدكم))