وفتية رقدوا والليل يكلوهم ... كأنهم من صروف الدهر في حرم
حتى إذا رق جلباب الظلام دعوا ... للراح أحسن من مشي على قدم
واستلها من ظلام الدن لامعة ... في حمرة الورد أو في حمرة العنم
فهل رأيت عقيقا سل من شبح ... من قبلها أو ضياء سل من ظلم
وللرهابين ألحان تشوقنا ... إلى الصبوح بدير الأبلق العلم
دير أعير من الجنات بهجتها ... فساكنوه به في أنعم النعم
هواؤه خضر وعرفه عطر ... وريعه نضر من مائه الشبم
٥٠٥ - روى المرزباني عن ابن دريد عن السكن بن معبد عن العباس بن هشام عن أبيه, قال: كان أبو الخطار بن مردوع الكلبي من أعظم الناس غناء عن الإسلام بإفريقية والأندلس. فلما ولى عبيدة بن عبد الرحمن إفريقية تحامل على أبي الخطار فسجنه وقيده. فقال أبو الخطار أبياتا وهو محبوس, وبعث بها إلى هشام بن عبد الملك وهي هذه:
أقادت بنو مروان فيسا دماءنا ... في الله إن لم يعدلوا حكم عدل
كأنكم لم تشهدوا يوم راهط ... ولم تعلموا من كان ثم له الفضل