السعي لمن عيشه من سعيه، أنفذ بما يعتاض به بمثل الكسب والأجر من المعايش والأعمال، وأوفى. وإن علم أن جماعة آواهم التدين إلى زوايا جوامع أو أربطة، أقام لهم الجرايات، يتبع الخبايا ويتفشغ الزوايا.
وعن نفسي أقول: الأول رباني وآواني، إلى أن صلحت للحلقة فصدوني. وقام بمؤونة حبقتي، حتى الحصر والخلعة الجميلة. وتعهد الأصحاب هذا وأنا ابن نيف وعشرين. فلما تنيفت على السبعين وناهزت الثمانين، قام بأموري ظهير الإمام المستظهر بالله أبو طاهر يوسف. فإنه واسطة بين طرفين كريمين. مهما دعوت إلى الله، وأحببت في دين الله، ونفيت البدع عن شريعة محمد بن عبد الله، فهو في ميزانهما. والله سح ولي حسن ظني فيه بما أرجو بهما. وهو حسبي ونعم الوكيل.
٦٤٥ - قصد بعض الظراف إلى باب رئيس كان معروفًا بالبخل، فقال له حاجبه: هو محموم، وما عرق بعد. فقال له ذلك الظريف: تحبون أن يعرق؟ قال: إي والله! قال: كلوا بحضرته خبزًا، فإنه سيعرق.
٦٤٦ - وسئل حفار من حفارين المقابر عن حاله، فقال: كيف يكون حالي في خذخ السنة المشؤومة التي لم يقع فيها وباء ولا خمسة أيام!