٢٣٦ - وجدت في تعاليق بعض العلماء: لا يكون الرجل مؤمناً حتى يندرج في مدارج كل واحدة منها تبين عند معرفته كفراً لكن غير مؤاخذ به لتركه والخروج عنه. قال: وذلك أن الباحث يترامى به النظر كل مرمى كإبراهيم قال عند رؤية النجم {هذا ربي} وكذلك القمر والشمس، حتى انتهى به النظر إلى إثبات الفاطر. قال ابن عباس: عبد، عبد، عبد، أثر كل مذكور، وكفر البحث وزلات النظر مغفورة. وأول الإيمان خطور الباري بالبال بحسب الحال التي تكون في المكلف في أول وهلات نظره، بإخطار النظر بباله عليها. وموسى أول قوله {أرني} وآخر قوله {سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين}.
٢٣٧ - استدل حنبلي في مسألة سراية القصاص بأن السراية مبنية على الجراحة حكماً، والقطع والجراح قصاصاً غير مضمون؛ يجب أن تكون السراية غير مضمونة.
قال حنفي: لا أسلم؛ بل الجراحة مضمونة بما قبلها من الجناية؛ كالمبيع مضمون بالثمن. وهذا تحقيق لمذهبي، وأنا قائل بموجبه. وذلك أن السراية مبنية على الجراحة في إيجاب الضمان.
قال: ولأنه لو كان جائزاً متعرياً عن ضمان في نفسه، لما أوجب ذلك أن يقع ما يؤول إليه ويتعدى منه مضموناً. بدليل الرمي عن قوس