وخذله عقله، وضيع ما استودعته الأيام. فكأنه ابن يومه ونتيج ساعته.
٧٣٤ - ومن ذلك قوله: الأيام مراقٍ إلى الأدب ودرجات إلى العلم الأكبر. فمن فهم عنها لم يفتقر إلى غير نفسه.
٧٣٥ - ومن ذلك قوله: في الحسد اثنتان: كمد يثلم القلب، وكدر يحدث في العيش، يكاد الباغي أن يكون بمعزل من حفظ الله تع.
٧٣٦ - ومن كلامه الذي اختاره: كذب ظنك إن ضمن لك الوفاء عن الناس. وسئل عن الوفاء، فقال: رأيت رجلًا يبكي على أيام خالية، ويحن إلى عهود عشرة ماضية، ويتوجع لفقد ألافه، حتى كاد يمنعه ذلك من طعامه وشرابه. فكأنه إنما فارق ما مضى عنه في ساعته التي هو بها. فوجدته عند نائبةٍ حلت بنا أبذل الناس لجهده، وأحسنها مؤاساة بنفسه، وأحرصهم على وقايتنا بمهجته، حتى كشف الله البلوى، فدلني قديم حنينه على حادث وفي به، وجعلته قياسًا، ولم أحتمه يقينًا.
٧٣٧ - وقال بعض الناس: كنت عنده ببغداد، وأتاه رجل من أهل القطيعة، فأنشأ يعاتبه، ثم قال: أنا أعاتبك وأعلم أنك من أهل القطيعة.