بحقول الحق؟ أين من يدعو إلى الله ولا يدعو إلى نفسه قاطعا للخلق عن الله؟ أين من لم يمنعه إكرام الخلق له، ورويتهم إياه بعين [ ... ] كامل رأى النقص في نفسه، أن يتعلم ممن هو منه أعلم، ويتبع من هو بقانون الأدب أقوم، وإن انحط في عيون المتعصبين طلبا للكمال بحقائق العلم، وإن نقص في عيون الخلق الظانين فيه التمام؟ أين من خاف النقص في الفضل حسبما يخاف غيره النقص في الفرض؟ نعوذ بالله من شخص يقنع بسوق الوقت، وما يصلح لأهل زمانه، دون ما يتهيأ له من الفضل!
٢٩٥ - تذاكرنا في بعض المجالس أخبار التواتر هلي توجب علما
فقال قائل محقق: أراها لا توجب. لأن كل واحد من المخيرين لا يحصل بخبره العلم. ومحال أن يتجدد العلم بجملة كل واحد منها لا يتحصل به العلم. وهل الجملة إلا آحادها؟
قال له محقق: ولم إذا لم يثبت بخبر الواحد علم، لم يثبت بالجملة ونحن نعلم من نفوسنا بتزايد العدد سكونا بعد سكون لم يكن. وما نجده من نفوسنا لا ينفعه إنكارك.
قال: فهؤلاء النصارى واليهود ينقلون قتل عيسى؛ وهم عدد لو أخبرونا عن بلد أثبتناه. وجاء القرآن بتكذيبهم، فقال {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم}.