صانعك، إما تعظيمًا لنفسك، فعظم من صنعها، أو استزراءً بها، فلا تتحاكم على محكمها. فأنت في كلا الحلين معظمًا لنفسك أو مقللاً لها. لا ينبغي أن تبدر منك بادرة اعتراض عليه ولا تحكم؛ لكن يجب عليك بحكم الصيغة أن تسلم لأفعاله وتحكم حكمته.
٢٧٤ - فصل
عجبي ممن ينتحل نحلة الإسلام، ويزعم أنه على دين محمد صلعم، وهو يعلم محل الصديق من الدين، وتأثيره في الإسلام، بالسبق إلى التصديق والإنفاق بالهجرة والنصرة وما أيد به هذه الملة، حتى عجز الأهل عن مقامه وتقاعدوا عن إقدامه، ثم إنه يقدم عليه شخصًا أو يفضل عليه أحدًا. ما هو -والله -إلا الزندقة التي أوجبت بغض من اختبر هذا الأمر. ومحال محبة شخص أو ملة مع التقاصر بمقيمهما وناصرهما. ما أثر -والله -بغضه أو تنقصه إلا بغض ما قام به. ولا معيار التدين عندي إلا نحل ذلك الشيخ الكريم والشخص النبيل العظيم. وما أثق من نفسي بخلة ربما كانت منجية لي إلا تعظيمه وتوقيره؛ ولا قويت -والله -منتي في أمر ديني وأنست إلى معجزات نبي عم إلا حيث كان مثل ذلك الشيخ