رهين هذه الحفرة، وأنا في أثره. فلا أزال أطالبك بما أتيني من أدوات الطلب حتى تنفذ أو تقف بي على المطلب. يا ملك الدنيا والآخرة! ارحم هذه الأعظم الناخرة. يا حنان، يا منان! يا من منّ بالإيجاد قبل الإشاقة بالوعد! من بالإعادة، فقد شوقتنا إلى البعث.
٢٦٦ - فصل تذكير
من كان عبقًا بالأذكار بحيث إن عطس قال ((الحمد لله))، وإن مات له ميت قال ((إنا لله، )) وإن قدم بين يديه طعام ليأكل قال ((بسم الله، )) وإن أخبر فلم يصدق قال ((أقسم بالله، )) وإن عرضت له حاجة قال ((يارب، )) وإن مسه الضر نادى، وإن أظلم عليه الليل ناجى، لا يكون في الأفعال كذا، [بل] عن الأوامر متخلف، وبالنواهي كلف شغف، ومع الرسم لا يقف.
المؤذن ينادي إلى الصلاة وأنت معرض؛ وحول الزكاة قد حال وأنت في وجه الفقير معبس، وللزكاة غير مخرج. وإن اتجه نحوك حق، كنت بالتأويل مسقطًا. وما هذه حال من صدرت تلك الأقوال عنه بحقيقة وجد، لكن باستعارة لفظ. وهذا لا يعمل مع الله عملًا، لأنه كالتملق؛ وذلك إنما ينفق على من لا يعول إلا على الظاهر. وهو بالعكس في حق الباري؛ لأنه لا ينظر إلا إلى المقاصد والسرائر. الظواهر عنده صور منحبطة