بدأ فيها بالحق وانتهى إلى الغدر؛ ومعاوية بدأ بالبغي وانتهى إلى الشرف. وليس أهل الشام كأهل العراق: علي بايع أهل العراق وهو خير منهم؛ ومعاوية بايع أهل الشام وهم خير منه. ولست أنا وأنت سواء: أنا أريد الدين، وأنت تريد الدنيا؛ وقد عرفت الشيء الذي باعدك مني ولا أعرف الشيء الذي قربك. فإن كنت أردت شراً لم تنشأ به وإن كنت أردت خيراً لم تسبقنا إليه. وأجابه الفصل عن الشعر:
يا عمرو حسبك من خدعٍ ووسواس ... واذهب فمالك في ترك الهدى آس
ولأقكم عن طعنٍ في نحوركم ... تسخي النفوس في ضرب إبلاس
? بالسمهري وضرب في سراتكم ... نلقى الرقاب ونذري فروة الرأس
هذا لدينا الذي يشفي جماجمكم ... حتى تطيعوا علياً وابن عباس
إن تغفلوا الحرب نغفلها مخلسةً ... أو تبعثوها فإنا غير أنكاس
قتلى العراق بقتلى الشام كافية ... هذا بهذا وما بالحق من باس
٩٣ - روي أنه دخل الفرزدق على بلال بن برد وجلساؤه يرفعون من شأن اليمن ويضعون من بني تميم. فأفاض معهم الفرزدق، فقال:((لو لم يكن لليمن إلا واحدة، التي كانت لأبي موسى، ما احتاجوا إلى غيرها.)) قال بلال: ((إن مناقب أبي موسى كثيرة، فما الواحدة التي ذكرت؟ )) قال: ((ما