فـ {مكروا مكرا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون}، {فأصبحت كالصريم}.
قال الخادم: فمن ههنا طاب إظهار النعم لأرباب الحاجات إيقاظًا لهم للطب بشكر المنعم عليهم. يشهد لذلك قوله سح:{وأما السائل فلا تنهر}، {وأما بنعمة ربك فحدث}، ليسمع السائل فيطلب، فتشكر نعمة ربك بالعطاء. فإنه لا يجوز أن يحمل إلا على هذا الوجه. لأن الحديث بالنعمة بين المسلوبين من غير مؤاساة بها وفيها تعريضًا لإسخاطهم على المنعم، حيث حرمهم ما أعطاه غيرهم. ومن ههنا أخذت الصوفية، إن كانت فطنت بمذهبها، في حق من قال ((طبخنا البارحة كذا، )) و ((حشونا كذا، )) و ((عقدنا كذا، )) وذكر القطائف والخبائص، فزعقوا ((وجب، )) وادرعوه مذهبًا. فكان معنى قولهم:((وجب أن تجبر قلوب الفقراء حين كسرتها بإنهاض الشهوة لما ذكرت مع عدم الجدة لهم. فلا جبر إلا بالمؤاساة لهم بجميع ما ذكرت وإليه شوقت.)).
٧٣١ - حادثة جاءت في رجب سنة عشر وخمس مائة
ما يقال في رجل اشترى سلعة من رجل. وكان ظاهر المشتري العدالة، بثمن دفعه إليه. فكان الثمن مغصوبًا، ولم يعلم البائع للسلعة بحال الثمن واستمتع به وأنفقه في أغراضه وأسبابه. فهل إن مات على ذلك مع عدم علمه تكون عليه تبعة مع عدم علمه، أم لا؟ فأجاب قوم بأن لا تبعة عليه, وأطلقوا ذلك إطلاقًا.