فنفاه. فكان رده له من بعض ما أخذوه عليه من الذنوب. فهذه الفلتات من بني أمية معدودة عند أقوام من نفاق كان متخمراً معهم.
قال الحنبلي: وهي عندي من غلبات الطباع التي لا تمنع صحة العقائد. فقد كانت تغلب على الأنبياء- صلوات الله عليهم. فمن ذلك أن النبي صلع قبل إيمان هند. وكا يكره أن ينظر إليها حتى عاتبه الله فيها وشهد لها بالإيمان. ولم يغلب علمه بإيمانها على طباعه صلع في كراهية نظره إلى وجهها حيث يراها وقد أكلت كبد عمه وبذلت حليتها في قتله. وكان عمه أبو طالب على ما كان وطبعه يغلب رقة عليه وميلاً إليه حتى يكاد يستغفر له. فعوتب في ذلك بغلبات الطباع لا ينكرها إلا من لا يتأمل? حقائق الأحوال. فهذا رق عليه مع الكفر، وهذه يقسو عيها مع الإيمان. فلا ينبغي للعاقل أن يأخذ من فلتات الكلام الصادر عن الطباع نفي الإيمان ولا إثبات النفاق، لاسيما مع شواهد الوحي بإيمان القوم.
قال الحنبلي: فهذا قدر تأويلي وجهدي.- والله أعلم؛ وهو الطريق الأسلم.
٨٤ - عن هشام بن الكلبي قال: قال لي أبي: حفظت ما لم يحفظه أحد، ونسيت ما لم ينسه أحد. كان لي عم يعاتبني على حفظ القرآن. فدخلت بيتاً وحلفت ألا أخرج منه حتى أحفظه. فحفظت في ثلاثة أيام. فأما