لي: ماذا تقول أنت؟ قلت -وبالله التوفيق: أنا أفصل تفصيلاً يصلح بين الفريقين، لا يقتضي الجواب سواه. وإنما يقتضي الجواب تفصيلاً لاختلاف أحوال الناس في ذلك. وجواب الإجمال فيما يقتضي التفصيل، كالتفصيل لما لا يقتضي التفصيل. فأقول: من علم من نفسه الجزع، وعلم من القاصدين له إعانة النفس على الجور والجزع دون إعانة الدين على الصبر والسلوة، فالاعتزال أولى به. لأن العزلة تقطع عادته تثوير التسخط على الله سح وإنهاض النفس على جزعها. ومن علم أنه إذا خلا خلا به الشيطان وهاجت أحزانه، كان اجتماعه بمن يعلم منه التسلية والتعزية أحرى من وحدته. لأن المخالطة لبعض الناس دواء، ولبعض الناس إدواء. وفي الجملة العزلة عن الأخيار مذمومة، وعن العلماء مشؤومة، والاجتماع بهم بركة واستشفاء.
٢٨٤ - ذكر بعض العلماء في أحكام القرآن قوله تع:{ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، {لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق}. قال: فذكرها بكونها شعائر، ثم أثبت المنافع بها. وهذا يدل على جواز الانتفاع بلبنها مما يفضل عن ولدها.