فضربة ساقٍ أو محلا ثره ... لها من أمام المنكبين فتيق
وقام إليها الجازران فأوقدا ... يطران عنها الجلد وهو يفوق
فبات لنا منها وللضيف موهنًا ... سوى سمتين راهن وصليق
وبات لنا دون الصبا وهي مرة ... لحاف ومصقول الكساء رقيق
وكل كريمٍ يتقي الدم بالقرى ... وللخير بين الصالحين طريق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق
٥٦٩ - قال حنبلي: أرى أهل الحضر والأمصار، إذا نبس أحدهم بوصف طعام اصطنعه، جاءته المحن من كل مكان. حتى صنفوا ((دعوة التجار)) وجعلوها مثلًا وسمرًا. وهذا ما قد سمعتم من صفات ((العرب للأطعمة والذبائح. وأكثروا، حتى ضمنوه الافتخار وذم البخلاء. فلم خص أهل الحضر بذمهم على وصفهم لأطعمتهم وهو يبلغون في تحسين الأطعمة ما لا يبلغه أهل البادية؟ ثم لو تكلم من عمل طعامًا أنفق عليه ألف دينار بكلمة تتضمن مدح الطعام ونهوضه إلى ذبح الذبائح ووزن أثمان الأطعمة الفاخرة، لأتته المعائب من كل مكان. حتى صنفوا معائب لقبوها