نراك وجعًا. فقال لهم: افهموا عني كلمات من قالهن حين يمسى وحين يصبح، جعل الله روحه في الأفق المبين! قالوا: وما الأفق المبين، رحمك الله؟ قال: قاع تحت العرش، فيه رياض وأشجار وأنهار وأطيار، يغشاه في كل يوم ألف رحمة وألف مغفرة. فمن مات على ذلك القول، جعل الله روحه في ذلك المكان، وحياه وأزلفه واقر عينه. اللهم إنك بدأت الخلق من غير حاجة بك إليهم، بل منا منك عليهم، فجعلنهم فريقين: فريق النعيم، وفريق الجحيم. اللهم فاجعلني من خير الفريقين: من فريق النعيم، لا من فريق الجحيم. اللهم إنك خلقت الخلق كلهم فرقًا، وميزتهم طرقًا، فجعلت منهم شقيًا ومنهم سعيدًا وغويًا ورشيدًا، فأسعدني.
قال ابن عباس: فجعلت أقوله في كل يوم مرتين. فلم يزل أمير المؤمنين عمر يستعيدني حتى حفظه. قال ابن عباس: قال أبو بكر الصديق: وهذا كله في كتاب الله.
وصدق أبو بكر عم. اللهم! من أصبح وأمسى وثقته ورجاءه غيرك؟ فإنك أنت ثقتي ورجائي. فلا حول ولا قوة إلا بالله!
٦٦٠ - فصل
قال حنبلي: إن من عرف محل نعمة الله تع على خلقه بالعقل، حرس النعمة بجهده، وشكر عليها بمبلغ وسعه وجده. وأرى السواد الأعظم.