الحقائق؟ فأين من بلي بدفع من أشرك بالله لعيه إلى من دقق في الشبهة وخيلها بصورة الحجة بأعذب لفظ وأملح إيراد؟
فأمسك الحاضرون إمساك إفحام عن الخوض فيما سبق لهم من الكلام.
٦٠٤ - قال الحسن: نعمتان عظيمتان على ابن آدم: السهو، والغفلة. ولولاهما، ما مشى اثنان في الطريق.
٦٠٥ - وقال مطرف: لو علمت متى أجلي، لخشيت على ذهاب عقلي؛ ولكن الله من على عباده بالغفلة عن الموت. ولو أزال الغفلة، لما تهنأوا بعيش، ولا قامت بينهم سوق.
٦٠٦ - روى المعير قال: سرنا إلى مكة في جماعة من الصوفية ومعنا عبد أسود؛ وكان سكيتاً. فلما بلغنا ذات عرق، خلعنا ثيابنا ولبسنا إحرامنا ولبينا؛ فلم يلب. فلما كان من الغد، قال شيخ لنا مقدم علينا: من شرط الحج التلبية، وأنت ما لبيت. فقال: أقول ((لبيك)) وما قال لي ((يا مقبل))؟ فصلى بنا شيخنا، وقال مقبل ((لبيك)) وخر ميتاً.
٦٠٧ - قال حنبلي: لو لم يسبق في العقل حسن وقبيح سبق العلم بالشرائع،