ناظرًا لي. وكفاني به ناظرًا ومعتبرًا ومنتقدًا. فهو -والله -لي أكثر من نظري وعيني.
٢٧٥ - فصل
من أعظم الذنوب وأقبحها أن تغر أخاك بفعل، حتى إذا فعله عدت بفعله ذامًا ومعيرًا. وهذا عقوبته من الله عظيمة، ومقابلته سريعة. لأن الله سح جعلك أهدى إلى الخير والشر بقوة الرأي. فصرفت القوة التي هي نعمة الله عليك إلى إغواء أخيك وغروره؛ حتى إذا وقع في ورطته، واستحكمت مصيبته بما دلست عليه من أمر، زدته بالمعيرة بلاء. والله مطلع، وهو المعطي السالب. ومن أحد عقوباته استرجاع نعمته وتركك تتعثر في أمورك وتتخبط عشواء في آرائك. فالله الله في أذية عباده! فإنه بالمرصاد.
٢٧٦ - فصل
سيدي! قد تدبرت الخلق فما رأيت منهم إلا صانعًا أو مصانعًا. ورأيت جل غرضهم وأكبر همهم الدنيا. وكل منهم قد اعتمد على ذخيرة. فهذا يذخر العقار، وهذا يذخر العقار؛ فهذا يقتني الدرهم والدينار، وهذا يذخر معارف الرجال. ورأيت كلاً منهم عند الموت يفزع إلى اسمك