ما أكثر المدعين في الأسماء، والمتنطعين فيها، ويلهجون بها ويقولون ((الاسم هو هو))، أو ((غيره)) أو ((صفة له)) ولا يحققون القول. وتحقيق الكلام في هذا الباب أنهم إن كانوا يعنون بالأسماء قول القائل فما أبعد هذا! وهل عاقل يقول إن القول هو القائل؟ وقولنا الله هو الذات الأزلية، الخالق، الباري. وإنما القول التسمية. والقول لقائله؛ فإن كان كلام الله، كان قديماً، بما ثبت من قدم كلامه. وإن كان الاسم كلام آدمي، مثل تسميات المسميات، كانت محدثة، من حيث هي كلام محدث. وإنما يتكلم الناس في الاسم هل هو المسمى، ويخلطون التسمية بالاسم بالمسمى.
فنقول: الأسماء، من حيث كونها كلاماً لله سح سمى بها نفسه، صفة لله، من حيث كونها كلامه. ثم هي منقسمة في معانيها التي تحتها على ثلاثة أقسام: منها ما يعبر به عن الذات؛ كذات، وشيء، وموجود. فهذا معناه الذات نفسها. وهذا مثل قولهم: الحد هو المحدود. فقولنا العلم [هو] معرفة المعلوم على ما هو به؛ فمعرفة المعلوم على ما هو به هي العلم. والحيوان الناطق المنتصب الضحاك البكاء هو الآدمي؛ والآدمي هو الحيوان الناطق الذي ينتظم ما ذكرنا من الأوصاف. ولا يمكن أن يدعى في قولنا ذات، وموجود، وشيء، أنه صفة ولا غير؛ لأن من قال ((الاسم