للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا مخلب ولا منسر ولا ناب ولا ظفر، بل مصورون بصور الأنعام السائمة، ولا نضايق في طعام ولا شراب، نرعى نبات البر ونشرب ماء الغدران المجتمع من القطر. فهل الخروج إلينا بالأسلحة، وتخريش الجوارح والسباع، إلا عين البغي ومحض الظلم؟ ))

فإذا عمل أمثال هذه التوبيخات على ألسنة البهائم، فانقطع العذر، فكيف بتوبيخات القرآن في العدول عن الأمر الإلهي؟ وعلى هذا كل تصاريفكم، معاشر الناطقين، خارجة عن نمط الشرع ومقتضى العقول. والبهيم معكم متعب لسوء تصاريفكم فيه. ثم لا تقنعون مع هذه التصاريف القذرة والحياة المشوبة المنغصة حتى تستكثرون من الأثقال المزيدة في الأذايا والمكثرة من البلايا.

١٥١ - جرى مجاراة ومقابسة في معنى تفضيل الرفاهية والدعة والراحة على التعب

والكلف ومعاناة أثقال المخالطة

فقال عالم: ملاك الأمر الرفاهية والدعة والراحة، إذ ليس في الوجود ما يسوي التعب ومدارة الخلق.

وقال آخر: ليس العيش النطقي الخارج عن طباع التراب والجمادية إلا المخالطة والمعالجة. والراحة كسب العطلة. وما خلق الإنسان على هذه الصفات الشريفة والأعضاء المهيأة للأعمال النفيسة للتعطل. فتعطيل

<<  <  ج: ص:  >  >>