ومع ذلك كله فلا يخلون بالطاعات في أوقاتها، ووظائف الأعمال والمناسك، وإخراج الأموال في وجوه الإخراج.
والملائكة مع خلوهم من الأعمال، وتعطلهم من الأشغال، يشهدون من جلال الله وعظمته وملكوت السماوات ما يوجب لهم التهليل والتسبيح والتقديس. والآدميون مع ما ذكرنا من انقطاع أزمانهم بأشغالهم، لو لمع برق، أو دمدم رعد، أو عصف ريح، أو تحركت أرض، أو انقض كوكب، أو خسف قمر، أو كسفت شمس، فزعوا إلى التهليل والتسبيح والصلاة والتوبة عن الذنوب. ثم ما يعانونه من المصائب بفقد الأولاد، بعد تمكن محبتهم من القلوب والأكباد، ومجاهدة الأعداء في ذات الله ولإعلاء كلمة الله، وهجران ما تتوق إليه النفوس لأجل نهي الله، ولما امتحن بعضهم بما سلط على بني آدم من تكليف بترك ما تميل إليه الطباع في حق هاروت وماروت، أفلسوا عما صمخ عليه بنو آدم.
فقد تضمن هذا الجواب بيان علة دوام تسبيحهم وأن أفضل الآدميين عليهم.- والله أعلم.