للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

واجب في العقل. وحب النفس حركك في التداوي ودفع الصائل؛ فليحملك خوف فساد العاقبة على النفس على الاستجابة لما جاءت به النذر.

ثم صاحب القدر أمرك بالتحرز. فيحسن أن تطرح التحرز ممن لا خبرة له بالقدر إلا من طريق السماع والخبر. فقال لك: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}؛ {وأعدوا لهم}؛ {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك}؛ الآيات. هاجر إلى المدينة، فإن قومك قد عزموا على قتلك. وهو المقاتل. {قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل}. فإذا كان هذا قول صاحب القدر، تلقيت أنت قول الجهال بقولهم: ما ينفع التحرز والعمل؟ اعقل أمرك واعمل وتشاغل بما كتب إليك، ولا تشتغل بما كتب عليك. فما عطل خطاب التكليف وما جاءت به الرسل باطلًا بسهو الباطل العاطل.

قال أمير المؤمنين علي عم لرجل آية في القرآن - قوله تعالى-: {وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثيرٍ}. كأنه يقول: المصيبة عقوبة. وما عفا الله عنه في الدنيا، فهو أمجد وأجود وأكرم من أن يعود في شئ عفا عنه.

قال حنبلي: فهذه أرجأ آية في كتاب الله. وقد ورد في الخبر: حتى الشوكة يشاكها، إذا انقطع شسع نعل أحدكم، فليسترجع، فإنها مصيبة. ومعلوم كثرة اللواذع والمصائب في المال والنفس والأهل والعرض؛ فإذا أخبر الله - تعالى- أنها مقابلات وعقوبات، وضمن على نفسه العفو عن كثير،

<<  <  ج: ص:  >  >>