المسألة الأولى: في تقسيم اللفظ المفرد الموضوع لمعنى باعتبار
دلالته بالمطابقة والتضمن والالتزام:
اللفظ إما أن يدل على تمام ما وضع له، أو على جزئه، أو على
الخارج عن مسماه اللازم له في الذهن، وإليك بيان ما يخمتلك
الأقسام فيما يلي:
أولاً: بيان تلك الأقسام مع الأمثلة:
القسم الأول: اللفظ المفرد الدال على تمام المعنى الذي وضع له،
وسمى بـ " دلالة مطابقة " مثل: دلالة لفظ " الإنسان " على الحيوان
الناطق.
وسميت بدلالة المطابقة لتطابق اللفظ والمعنى تمام التطابق كقولهم:
" طابق النعل النعل " إذا توافقتا، فلا زيادة في اللفظ على المعنى
فيكون مستدركا، ولا زيادة للمعنى على اللفظ فيكون قاصراً،
فالمفهوم من اللفظ هو نفس الموضوع له.
القسم الثاني: اللفظ المفرد الدال على جزء معناه الذي وضع له،
وسمى بـ " دلالة تضمن " مثل: دلالة لفظ " الإنسان " على الحيوان
- فقط -؛ حيث إن الحيوان جزء معنى الإنسان، أو دلالة لفظ
"الإنسان " على الناطق - فقط - وهو جزء معناه.
وسميت بدلالة التضمن؛ لأن اللفظ دلَّ على ما في ضمن المسمى.
وهذه الدلالة لا تتحقق إلا في مثال له أجزاء كالأمثلة السابقة.
القسم الثالث: اللفظ المفرد الدال على أمر خارج عن معناه لازم
له، وهذا يسمى " دلالة التزام " مثل دلالة لفظ " الإنسان " على
الضحك، ولفظ " الأسد " على الشجاعة.