للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسميت بدلالة الالتزام؛ لأن اللفظ دلَّ على معنى لازم للمعنى

الذي وضع له اللفظ.

ويشترط في دلالة الالتزام: أن يكون اللازم ذهنيا، وهو اللازم

البين بالمعنى الأخص، وسمَّاها الغزالي في " معيار العلم " بدلالة

الالتزام والاستتباع.

وبعض العلماء يجعلون تلك الأقسام: أقساما للدلالة اللفظية

الوضعية، وهو صحيح، ويصح أن تكون أقساما للفظ الدال

بالوضع كما قلنا، والخلاف في هذا لا أثر له؛ لأن النتيجة واحدة.

ثانياً: خلاف العلماء في هذه الدلالات هل هي لفظية أو عقلية؛

على مذاهب:

المذهب الأول: أن دلالة المطابقة والتضمن والالتزام كلها لفظية

عقلية، وهو مذهب بعض العلماء، وهو الحق عندي؛ لأن دلالة

المطابقة مفهومة من الكلام، فاللفظ يدل على تمام المعنى، ودلالة

التضمن تفهم - أيضا - من اللفظ، فاللفظ يدل على جزء معناه،

ودلالة الالتزام مفهومة من اللفظ.

فكل من الجزء واللازم متلقى من اللفظ وبواسطته.

المذهب الثاني: أن دلالة المطابقة والتضمن لفظيتان، ودلالة

الالتزام عقلية، وهو مذهب الآمدي، وبعض العلماء.

دليل هذا المذهب: أن دلالة المطابقة والتضمن لفظيتان؛ لما سبق

من المذهب الأول، وأن دلالة الالتزام عقلية؛ لأنها تفهم من اللفظ

فهما عقليا.