فالصلاة من اللَّه تعالى: الرحمة والمغفرة، ومن الملائكة:
الاستغفار، وهما معنيان متغايران، واستعمل لفظ " الصلاة " فيهما
دفعة واحدة؛ حيث وقع الإخبار به، فدل ذلك على صحة استعمال
المشترك في كل معانيه في وقت واحد.
ما اعترض به على الاستدلال بهذه الآية:
الاعتراض الأول: أن قوله تعالى: (يصلون) فيه ضميران:
أحدهما عائد إلى اللَّه، والآخر عائد إلى الملائكة، وتعدد الضمائر
بمنزلة تعدد الأفعال، فكأنه قال: " إن اللَّه يصلي وملائكته تصلي "
فهو - إذن - بمثابة ذكر فعلين، ومسألتنا في استعمال اللفظة الواحدة
في معنيين، وليس في استعمال لفظين في معنيين، ذكر ذلك تاج
الدين الأرموي.
جوابه:
إن الآية لم ينطق بها إلا بلفظ واحد هو: (يصلون) ، فيكون
اللفظ واحداً، - ولكن معناه قد تعدد، وقد أريد به كل معانيه.
الاعتراض الثاني: أن لفظ " الصلاة " مشترك بالاشتراك المعنوي،
دون اللفظي، بيان ذلك:
أن لفظ " الصلاة " مستعمل في القدر المشترك بين المغفرة
والاستغفار وهو: الاعتناء وإظهار شرف الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فيكون مشتركا معنويا، ولا يكون مشتركا لفظيا، ذكر ذلك الغزالي.
جوابه:
أن استعمال الصلاة في الاعتناء مجاز؛ لعدم تبادره إلى الذهن،
والأصل في الكلام الحقيقة، فالصلاة مشتركة بين المغفرة والاستغفار،