للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أمثلة ذلك: المثال السابق وهو تخصيص " الدابة " في العرف

للفرس ولكل ذات حافر، مع أنه في اللغة يطلق على كل ما يدب

على الأرض.

مثال آخر: اسم " الفقيه " قد خصص عرفا بالعالم ببعض

الأحكام الفقهية الشرعية، مع أن كل من يفقه قول الآخر يسمى

فقيها بالوضع اللغوي، قال تعالى في ذلك: (فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا)

الاعتبار الثاني: أن يشيع استعمال الاسم في غير ما وضع له

أصلاً.

أي: في غير موضوعه اللغوي، ويكون بين الاستعمال اللغوي

والاستعمال العرفي مناسبة، فيشيع هذا الاستعمال بين الناس،

بحيث لا ينكره أحد.

من أمثلة ذلك: اسم " الغائط "، فإنه يطلق لغة على المطمئن

والمنخفض من الأرض، ثم استعمل عرفا في الخارج المستقذر من

الإنسان، وهذا الاستعمال وإن كان مجازاً، إلا أنه اشتهر وشاع

حتى صار هو المتبادر إلى الفهم عند الإطلاق، ونسي الأول.

مثال آخر: اسم " الراوية " هو في أصل الوضع اللغوي يطلق

على الجمل الذي يسقى عليه الماء، ثم استعمل في وعاء الماء،

وتعارف الناس على هذا الاستعمال، وهذا الاستعمال وإن كان

مجازاً إلا أنه اشتهر وشاع حتى صار هو المتبادر إلى الفهم عند إطلاق

لفظ " الراوية "، ونسي المعنى الأول وهو الجمل الذي يسقى عليه

الماء.