بيان نوع الخلاف:
الخلاف معنوي؛ حيث تأثر بهذا الخلاف كثير من مسائل الفقه،
ومنها: أنه لو قال لزوجته: " إن دخلت الدار وكلمت زيداً فأنت
طالق ".
فيلزم على المذهب الأول: أنه لا يقع الطلاق حتى تدخل وتكلم،
ولا فرق في أيهما المقدم؛ لأن الواو لمطلق الجمع، وهو مذهب
الشافعية والحنابلة، وهو الصحيح.
ويلزم على المذهب الثاني: أنها لا تطلق إلا إذا قدمت الدخول
على الكلام؛ لأن الواو للترتيب.
ويلزم على المذهب الثالث أنها لا تطلق إلا إذا كانت تكلم زيداً
أثناء دخولها؛ لأن الواو للمعية.
ثانيا: أن الواو تأتي بمعنى " مع "، وتسمى؛ واو المفعول معه
مثل: " سرت والليل "، ويكون ما بعدها منصوبا.
ثالثا: تأتي الواو بمعنى " أو " كقوله تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) ، وقوله: (أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع)
رابعا: تأتي " الواو " للاستئناف، كقوله تعالى: (ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده) ، وقوله: (هل تعلم له سميا ويقول الإنسان) ،
وقوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به) ، وقد سبق بيانه في المحكم والمتشابه.
خامسا: تأتي الواو بمعنى " رب " كقول الشاعر: جران العود:
وبلدة ليس بها أنيس ... إلا اليعافير وإلا العيس