وأما الدليل على أنها للتعقيب فهو وقوعها في جواب الشرط مثل
قولك.: " إن دخلت الدار فأنت طالق " فالجواب - وهو الطلاق -
يلي الشرط عقبه بلا مهلة.
المذهب الثاني: أن " الفاء " لا تدل على الترتيب.
وهو محكي عن الفراء.
دليل هذا المذهب:
قوله تعالى: (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ) .
وجه الدلالة: أن مجيء الباس إنما يكون قبل الهلاك، فهذا يدل
على أن " الفاء " تأتي وهي لا تدل على الترتيب، وكذلك قوله
تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله) .
جوابه:
إن في الكلام حذفاً تقديره: " أردنا إهلاكها فجاءها بأسنا "،
ومثله الآية الأخرى، ولا شك أن إرادة الإهلاك سابقة على مجيء
البأس، ولا شك أن إرادة قراءة القرآن سابقة على قراءته، فتكون
الفاء في النصين على أصلها من الترتيب والتعقيب.
المذهب الثالث: أن الفاء لا تدل على التعقيب.
وهو مذهب بعض العلماء.
قوله تعالى: (قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute