للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جوابه:

إن هذا التعليل لا يدفع مجيئها للشك، لأن الشك - أيضا -

معنى يقصد إفهامه بأن " يخبر المتكلمُ المخاطب بأنه شاك في تعيين أحد

الأمرين.

بيان نوع الخلاف:

الخلاف هنا لفظي؛ لاتفاق الفريقين على أن " أو " في أصل

الوضع لأحد الشيئين، ولاتفاقهم على أنه لو قال: " رأيت زيداً أو

عمراً " أنه أخبر عن رؤية أحدهما، وأنه غير معين، وذلك يقتضي

الشك، ولا يخرجها عن كونها لأحد الشيئين، وإذا كان المعنى

متفقا عليه، فلا خلاف حقيقي.

ثانيا: أنها تأتي للإباحة كقولك: " جالس العلماء أو الأدباء ".

ثالثا: أنها تأتي للتخيير، وهي التي يمتنع فيه الجمع مثل:

"تزوج هنداً أو أختها ".

أما الإباحة فيجوز الجمع بينهما.

رابعا: أنها تأتي للإبهام، كقولك: " قام زيد أو عمرو " إذا

كنت تعلم من هو القائم منهما، ولكن قصدت الإبهام على

المخاطب.

وبهذا تعرف الفرق بين ذلك وبين الشك؛ حيث إن الشك لا

يعلمه المتكلم والسامع، أما الإبهام فيعلمه المتكلم دون السامع.

خامسا: أنها تأتي بمعنى " الواو "، فتكون لمطلق الجمع، ومنه

قوله تعالى: (إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ) ،

وقول الشاعر توبة الحميري مخاطبا ليلى الأخيلية: