ولحواء: " اهبطي "، ولكنه لم يقل ذلك، مما يدل على أن النساء
يدخلن ضمن الخطاب الذي ظهرت فيه علامة جمع المذكر.
وقاعدة التغليب معمول بها عند العرب، معمول بها في كلامهم،
والقرآن جاء بلغة العرب، والأمثلة على ذلك كفيرة:
فمنها: تغليب جمع من يعقل إذا كان معه من لا يعقل كقوله
تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ) .
ومنها: تغليب أحد الاسمين على الآخر؛ لأسباب هي:
إما لشرف التذكير كقوله تعالى: (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ) ،
فإنه غلب هنا الأب على الأم، ومنه قول الفرزدق:
أخذنا بآفاق السماء عليكم ... لنا قمراها والنجوم الطوالع
فقوله: " قمراها " تغليب للفظ " القمر " على لفظ " الشمس "
لكون القمر مذكراَّ، والشمس مؤنثا.
وإما أن يغلب أحد الاسمين على الآخر لخفته كقولهم: " دولة
العمرين " يريدون أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما -.
وأما أن يغلب أحد الاسمين لكراهة النطق بالاسم الآخر كقول
عائشة - رضي اللَّه عنها -: " وما لنا عيش إلا الأسودان "
تريد: التمر والماء، والتمر أسود، والماء أبيض،
فغلبت التمر الأسود مع أن كلاهما مذكر، ولكن العرب شأنها كراهة ذكر البياض، لإيهامه البرص، ولذلك تجدهم يسمون الأبيض أحمراً،
ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:
" بعثت إلى الأسود والأحمر ".
الخلاصة: أن العرب ألف منهم تغليب شيء على شيء، وإذا