والمفرد وهو: " المسلم " لا يشمل المؤنث اتفاقاً، فكذلك الجمع لا
يتناول المؤنث.
جوابه:
إن هذا القياس فاسد؛ لأنه قياس مع الفارق؛ حيث إن كلامنا في
الجمع الذي فيه علامة التذكير، وليس كلامنا في المفرد، فالمفرد لا
شك أنه لا تدخل النساء فيه، أما الجمع فيدخلن، ولا يمتنع أن
يدخل الشيء في الشيء في حال الجمع، ولا يدخل في حال الإفراد.
يؤيد هذا: أن من لا يعقل يدخل في جمع من يعقل، ولكنه لا
يدخل من لا يعقل فيمن يعقل في حال الإفراد.
الدليل الثالث: قياس الرجال على النساء، بيانه:
كما أن الرجال لا يدخلون في جمع النساء، فكذلك النساء يجب
أن لا يدخلن في جمع الرجال.
جوابه:
إن هذا القياس فاسد - أيضا -؛ لأنه قياس مع الفارق؛ حيث إنا
قلنا: إن النساء يدخلن ضمن الخطابات التي فيها علامة التذكير؛
لأن اللغة وردت بذلك، ولم ترد بدخول الرجال في جمع التأنيث
- كما سبق بيانه - وذلك لكون التذكير أقوى؛ حيث إن العرب
غلبوا لفظ التذكير، ولم يغلبوا لفظ التأنيث لأسباب ذكرناها.
بيان نوع الخلاف:
الخلاف هنا معنوي؛ حيث إن أصحاب المذهب الأول قصدوا:
أن النساء دخلن في دلالة اللفظ الذي فيه علامة التذكير، ولا
يخرجن إلا بدليل. أما أصحاب المذهب الثاني فإنهم قصدوا: أن