للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما العام إذا خصص بالمتصل كالاستثناء، فإنه يكون مقيداً بهذا

المخصص، والمقيد بشيء لا يتناول غير ما قيد به، فالاستثناء -

مثلاً - قد أثر في المخرج فقط - كما سبق - فيبقى اللفظ العام متناولاً

للباقي حقيقة؛ لأنه يصدق عليه: أنه لفظ استعمل فيما تناوله لا في

غير ما تناوله.

جوابه:

أنا لا نسلِّم التفريق بين التخصيص بالمنفصل والمتصل، فهما

سواء، فقول القائل: " أكرم العلماء "، ثم قوله: " أريد الطوال "

هو نفسه: "أكرم العلماء إلا القصار".

بيان نوع الخلاف:

الخلاف معنوي؛ لأن أصحاب المذهب الأول قصدوا: أن الأفراد

الذين بقوا بعد التخصيص قد دلَّ عليهم اللفظ العام وتناولهم حقيقة،

أي: دخلوا في عمومه بدون قرينة.

أما أصحاب المذهب الثاني: فإنهم قصدوا أن الأفراد الذين بقوا

بعد التخصيص لا يدل عليهم اللفظ العام ولا يتناولهم إلا بقرينة.

وكون اللفظ يدل على ما بقي بدون قرينة أقوى من كونه لا يدل

عليهم إلا بقرينة.