للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جوابه:

التعليل بالوصف الخفي وإن صح في بعض الأحكام؛ لقرينة،

لكنه لا يصح في جميع الأحكام؛ لذلك يحصل اختلاف بين حكم

وحكم، بخلاف الوصف الظاهر فلا يحصل فيه ذلك.

وقيدنا الوصف بكونه منضبطا لبيان أن الوصف المعلل به ينبغي أن

يكون مستقراً على حالة واحدة لا يختلف باختلاف الأشخاص، ولا

الأزمان، ولا الأحوال: فالسفر ثلاثة فراسخ علة إباحة الفطر في

رمضان مطلقاً، أي: لجميع الأشخاص المكلَّفين كبيراً أو صغيراً،

يتحمل المشاق أو لا يتحمل في صيف أو شتاء، في حالة مرض أو

حالة صحة وفتوة.

فيخرج بذلك الوصف غير المنضبط كالمشقة، فإنها غير منضبطة؛

حيث إنها تختلف باختلاف الأزمان، والأشخاص، والأحوال،

فلو عللنا إباحة الإفطار في رمضان بالمشقة لوقع اضطراب واختلاف

بين الأشخاص والأزمان، فتجد بعض الناس يباح له الإفطار؛ لأنه

يجد مشقة، وتجد آخر لا يفطر؛ لأنه لا يجد تلك المشقة التي

وجدها الآخر، ولأبيح الإفطار في الشتاء دون الصيف أو العكس،

وتجد من ركب الراحلة لا يباح له الإفطار؛ حيث إن السفر عليه

أيسر، بينما الذي لا يملك الراحلة يباح له ذلك.

إذن لا بد من اشتراط الانضباط في الوصف حتى يتحد الناس في

الحكم وتسود العدالة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية.

وقيدنا الوصف بكونه مجاوزاً؛ لبيان أن هذا الوصف ينبغي أن

يكون موجوداً في غير محل الحكمْ كالطعم: فإنه موجود في البر

الذي هو محل الحكم، وموجود في غيره كالأرز والذرة، ومثل