ومن أمثلته: قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) .
فورود الوصف وهو تقوى اللَّه - فعلاً للشرط " من " يدل على
أنه عِلَّة وسبب للحكم وهو: إخراجه من الضيق الذي هو فيه.
وأيضاً قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"من اتخذ كلباً - إلا كلب ماشية أو صيد نقص من أجره كل يوم قيراطان ".
فيكون هنا: سبب وعِلَّة نقصان أجره هو اتخاذه للكلب.
ووجه جعل ذلك من الإيماء إلى العِلَّة: أن الجزاء والجواب يتعقب
فعل الشرط ويلازمه، ولا ينفك عنه، ومعروف: أن السبب يثبت
الحكم عقيبه، ويوجد بوجوده.
وهذا يعني: أن الشرط في مثل هذا المقام سبب للجزاء والجواب.
تنبيه: بعض العلماء جعلوا هذا النوع من النص الظاهر على
العلَّة.
والحق أنه من ثبوت العِلَّة عن طريق الاجتهاد، من نوع الإيماء؛
حيث يحتاج إلى بعض النظر والاستدلال.
النوع الثالث: أن يذكر الشارع حكما بعد سؤال سائل مباشرة
فإن ذلك يغلِّب على الظن: كون ذلك السؤال عِلَّة لذلك الحكم:
مثاله: حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هلكت يا رسول اللَّه، قال: " ماذا صنعت؟ "
قال: وقعت على أهلي في نهار رمضان،
قال: " اعتق رقبة.. ".
أي: أسألك عن حكم ذلك، فلما قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: