ثالثاً: كلبة الأشباه، أو " قياس الأشباه ":
وهو: أن يتردد فرع بين أصلين، ويكون شبهه بأحدهما أكثر
فيلحق باكثرهما شبها به.
ومعناه: أن يكون الفرع - المطلوب بيان حكمه - قد ترد بين
أصلين؛ لأنه يشبه كل واحد منهما ببعض الجوانب.
فالمناط الموجود في الفرع قد وجد في كل واحد من الأصلين، إلا
أنه يشبه أحدهما في أوصاف هي أكثر من الأوصاف التي بها مشابهته
للأصل الآخر، فيلحق الفرع بالأصل الذي شبهه به أكثر، فلو أن
الفرع قد أشبه المبيح في ثلاثة أوصاف، وأشبه الحاضر في أربعة
أوصاف، فإنا نلحق الفرع بالحاضر؛ لأنه أكثر شبها به.
مثاله: العبد إذا قتل خطأ وزادت قيمته على دية الحر، فإنه
يلاحظ فيه أمران:
أولهما: كونه نفسا، وصورته صورة آدمي، فهو في ذلك يشبه
الحر، وهذا يقتضي أن يدفع القاتل الدية، ولا يزاد على الدية
المفروضة في الحر.
ثانيهما: كونه مالأ متقوما، فهو في ذلك يشبه الحيوان كالفرس
وغيره، وما إلى ذلك من الأموال المتقومة، وهذا يقتضي أنه يمكن أن
يزاد في تعويضه على دية الحر.
فالملاحظ في العبد المقتول خطأ أنه اجتمع مناطان متعارضان،
وبالموازنة: نجد أن مشابهته للحر في كونه آدميا مكلفا يثاب على الخير
ويعاقب على الشر، ومشابهته للحيوان لأتعدو كونه مملوكا متقؤَما
في الأسواق، فهو بالحر أكثر شبها، فكان إلحاقه به أوْلى من إلحاقه