للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ْثانيا: كيفية الجواب عن الاستفسار حينما يكون اللفظ غريبا:

يجيب المستدل عن استفسار المعترض في هذا بطرق هي كما يلي:

الطريق الأول: أن يمنع المستدل كون اللفظ غريبا.

مثاله: قال المستدل: لا تحل فريسة الكلب غير المعلم؛ لأنه

وحش لم يروض فلا تحل فريسته؛ قياسا على الذئب.

فيقول المعترض: قد اشتمل قياسك هذا على لفظ غريب وهو

لفظ " فريسته "، فما الذي تريده بهذا اللفظ؟

فيجيب المستدل بقوله: إني أمنع أن يكون لفظ " الفريسة " غريبا،

بل هو معروف المعنى.

الطريق الثاني: أن يُبَيِّن المستدل كون هذا اللفظ ظاهر المعنى،

ويبين أن ذلك ظاهر من جهة القرينة، أو جهة اللغة، أو جهة

العرف، وإليك مثالاً لكل واحد:

مثال بيان المستدل: أن اللفظ ظاهر من جهة القرينة: قول

المستدل: طلَّة زوجت نفسها فلا يصح نكاحها كما لو لم يأذن وليها.

فيقول المعترض: قد اشتمل قياسك على لفظ غريب، وهو لفظ

" طلَّة "، فما المراد بهذا اللفظ؟

فيجيب المستدل بقوله: إن هذا اللفظ - وهو: " طلَّة " - الوارد

في قياس ظاهر المعنى؛ حيث إن المراد به المرأة؛ لقرينة إسناد التزويج

لها.

ومثال بيان المستدل: أن اللفظ ظاهر المعنى من جهة اللغة: قوله:

لا يحل الأكل من الصيد الذي أكل منه الكلب المعلم؛ لأنه صيد

جارحه لم ترض فلم يحل كغير المعلم.