للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيقول المعترض: قياسك هذا قد اشتمل علر، لفظ مجمل وهو:

" أسد "؛ لأنه يحتمل أن يراد به الحيوان المفترس، أو يراد به الرجل

الشجاع، فما الذي تريده بهذا اللفظ؟

فيجيب المستدل بقوله: إن لفظ " الأسد " ظاهر من حيث الوضع

اللغوي على الحيوان المفترس وهي: دلالة حقيقية، ودلالته على

الرجل الشجاع دلالة مجازية، لهذا قد اتضح أن المراد به الحقيقة

وهو: الحيوان المفترس.

الطريق الثالث: أن يفسر المستدل مراده باللفظ؛ بأن يسلم المستدل

بالإجمال، ولا يدعي الظهور، وإنما يختار أحد المعنيين أو المعاني

المحتملة.

مثاله: قول المستدل: المكره على القتل مختار للقتل فيقتص منه

كغير المكره.

فيقول المعترض: قد اشتمل هذا القياس على لفظ مجمل، وهو

لفظ " مختار "؛ حيث إنه يحتمل أن يكون اسم فاعل، وهو القادر

على القتل، أو أن يراد به الفاعل الراغب للقتل، فما المعنى الذي

تريده منهما بهذا اللفظ؟

فيجيب المستدل بقوله: إني أريد بهذا اللفظ الأول وهو: الفاعل

القادر على الإتيان بالفعل؛ حيث لا مانع له في بدنه وإن كان

محمولاً على هذا الفعل من خارج.