للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جوابه:

هذا من باب الواجب ألمخير؛ حيث خير اللَّه تعالى عباده بين قطع

النخل وعدمه، والعلمأء لم يمنعوا أن يرد الحكم من اللَّه تعالى

بالتخيير في الأشياء، كما ورد التخيير بين خصال كفارة اليمين.

وإنما منعوا أن يكون الحكم من المجتهد وضده من مجتهد آخر،

كلاهما يكونان على صواب.

الدليل الثاني: ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ".

وجه الدلالة: إن هذا الحديث يدل على أن كل واحد منهم على

صواب في اجتهاده.

جوابه:

إن الحديث يحتمل عدة احتمالات هي كما يلي:

الأول: أن المراد به أن العامي يقلد من أراد منهم.

الثاني: أن المراد به أن أيهم اقتديتم واهتديتم في روايته - عني -

أي: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الثالث: أن المراد به أن قول الواحد منهم حُجَّة إذا انفرد.

واذا تطرق الاحتمال إلى الدليل بطل به الاستدلال.

اعتراض:

قال قائل - معترضا -: إذا ثبت أن العامي يقلد من شاء دلَّ على

أن الحق ليس في واحد، بل كل منهم على الحق.