للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك بالإرث والوصية مع أن الحياة التي هي شرط الإنسانية والتي

تثبت بها الملكية مفقودة، وليست موجودة بالفعل، ولكن هذه

النطفة تملك بالقوة؛ لأن مصير هذه النطفة - غالبا - إلى الحياة،

فلذلك صلح أن تملك تلك النطفة، ولكن هذا الملك بالقوة لا بالفعل.

فكذلك الصبي مصيره إلى العقل والبلوغ وفهم الخطاب، فصلح

لأن يثبت في ذمته بعض الأحكام من إخراج الزكاة، ودفع قيمة

المتلفات ونحو ذلك، والجامع: أن كلاً منهما لا يستطيع التصرف في

الحال فيما يملكه.

***

المسألة الرابعة: الصبي المميز هل هو مكلَّف؟

الصبي المميز هو: من تجاوز سن السابعة من عمره - وقيل: هو

من تجاوز سن السادسة - وهو يدرك حقائق الأمور ويميز بين الأفعال

والأقوال، والجيد والرديء، والحق والباطل.

فهو في هذه الحالة قد توفر فيه العقل، وفهم خطاب الشارع فهل

هو مكلَّف؟

اختلف في ذلك على مذاهب:

المذهب الأول: أنه غير مكلف مطلقا.

وهو قول جمهور العلماء، وهو الحق عندي؛ لأن كون الصبي

المميز عاقلاً يفهم الخطاب ويميز بين حقائق الأمور جعل تكليفه

ممكن، لكن الشارع وضع وحط عنه التكليف؛ رفعا للحرج؟

حيث إن العقل والفهم يتزايدان تزايداً غير واضح، فلا يعلم هو

بنفسه ولا غيره ذلك التزايد، فلا يمكن الوقوف على أول وقت فهم

فيه خطاب الشارع، وأول وقت عرف حقيقة المرسل - بكسر السين -