للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حيث إن معناها: الكوة، وهي من كلام العرب، يدل على ذلك

أن الأنصاري وهو هندي أنكر كون المشكاة هندية، فقال في " فواتح

الرحموت ": " ثم كون المشكاة هندية غير ظاهر، فإن البراهمة

العارفين بأنحاء الهند لا يعرفونه ".

الجواب الثاني: أن تلك الألفاظ جاءت بلغة العرب، ووافق

وجود مثلها في كلام العجم، كما توافق اللسانان في كثير من

الألفاظ، فمثلاً تقول العرب: " سراج " وهو بالفارسية: " جراع "

وتقول العرب: " سماء "، وهو في العبرانية: " شما "، وتقول:

" سروال " وهو بالفارسية: " شروال "، وهكذا.

بيان القول الحق:

القول الحق عندي هو ما قاله أبو عبيد - القاسم بن سلام

البغدادي - كما ورد في " الصاحبي "، و " معترك الأقران "،

و"الإتقان في علوم القرآن "، و " المزهر " - وهو:

إن هذه الألفاظ التي ذكرها أصحاب المذهب الثاني أصولها أعجمية، لكن العرب استعملتها، فعربت بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم إلى

ألفاظها فهي عربية بهذا الوجه.

والسبب في ذلك: أن العرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها

يقومون بتجارات إلى البلدان العجمية التي حولهم كرحلتي الصيف

والشتاء الخاصة بقريش ونحوها، فأخذ العرب من العجم بعض

ألفاظهم، وغيرت بعضها بالنقص من حروفها، وجرت إلى تخفيف

ثقل العجمة، واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت

مجرى اللغة العربية، ووقع بها البيان، وعلى هذا الحد نزل بها

القرآن.