فثبت بهذا: أن القرآن عربي محض لا يوجد فيه ألفاظ بغير
العربية، لأنه لو لم يكن كذلك لما صح هذا التحدي.
المذهب الثاني: أن القرآن فيه ألفاظ بغير العربية.
ذهب إلى ذلك ابن عباس وعكرمة - رضي اللَّه عنهم -،
ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعطاء، وهو اختيار ابن الحاجب،
وابن عبد الشكور.
دليل هذا المذهب:
استدل هؤلاء بالوقوع، حيث قالوا: إنه ثبت بعد التتبع للقرآن
وجود بعض الألفاظ فيه بغير العربية مثل: (ناشئة الليل) ،
حبشية، و (مشكاة) هندية، و (إستبرق) فارسية، روي ذلك
عن بعض الصحابة كابن عباس وعكرمة.
جوابه:
نجيب عن ذلك بجوابين:
الجواب الأول: أنا لا نُسَلِّمُ أن كل ما ذكرتموه قد جاء بلغة أعجمية
بل بلغة عربية.
فلا نسلم أن (ناشئة الليل) حبشية، بل هي عربية، حيث إن
المراد: ساعات. الليل الناشئة، فاكتفى بالوصف عن الاسم،
فالتأنيث للفظ ساعة؛ لأن كل ساعة تحدث، وقيل: إن ناشئة الليل
هي: قيام الليل، قال ابن مسعود: الحبشة يقولون: نشأ أي:
قام، فلعله أراد أن الكلمة عربية، ولكنها شائعة في كلام الحبشة
غالبة عليهم.
ولا نسلم - أيضاً - أن (المشكاة) هندية، بل هي عربية،