المسألة الأولى: هل القرآن مشتمل على المحكم والمتشابه؟
اختلف في ذلك على مذاهب:
المذهب الأول: أن القرآن مشتمل لما هو محكم، وما هو متشابه.
وهذا مذهب الجمهور من العلماء.
وهو الصحيح عندي؛ لدليلين:
أولهما: قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ
مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) .
ثانيهما: الوقوع؛ حيث وقع في القرآن ما هو محكم وعرفنا
معناه، وما هو متشابه لم نعلم معناه.
المذهب الثاني: أن القرآن كله محكم، ولا يوجد فيه متشابه.
ذهب إلى ذلك بعض العلماء.
دليل هذا المذهب:
قوله تعالى: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ) ، حيث صرح بأن جميع
آيات القرآن محكم، ولا توجد أيُّ آية متشابهة.
جوابه:
نجيب عنه بأن المقصود بالآية: أن الكتاب قد أحكمت آياته في
نظمها، ووضعها، وفصاحتها، وبلاغتها، وجزالة ألفاظها حتى
بلغ حد الإعجاز، بحيث لا يستطيع أحد من المخلوقين أن يأتي بمثل
آية منه، ونحن لا نبحث في ذلك.
المذهب الثالث: أن القرآن كله متشابه، ولا يوجد فيه محكم.
ذهب إلى ذلك بعض العلماء.